التحرش بالموظفات..بين السكوت الاضطراري وتقديم التنازلات

المستقلة خاص ليمنات
لم يعد عمل المرأة مجرد مشاركةاستثنائية أو محاولة لإثبات الذات ففي ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة والارتفاع الفاحش في الأسعار أصبح ضرورة حتمية تسعى لها كثير من الفتيات فمن لا تحظى بوظيفة في القطاع الحكومي تضطر للبحث عن العمل في القطاع الخاص ومن تحصل على وظيفة تحافظ عليها قد الإمكان كي لا تخسر مصدر رزقها بل وقد تضطر أحياناً لتقديم بعض التنازلات .. السؤال ترى هل الصبر على تحرشات المدير ومعاكسته من ضمن هذه التنازلات ومما يندرج تحت بند (مشي حالك) , حول هذا الموضوع المستقلة أجرت التحقيق التالي وخرجت بهذه المحصلة .
تحقيق / آمنة هندي
رفضت تحرشاته وتحملت ما جري لي
رباب 30سنة قالت : قبل سنوات عملت في مرفق خاص كانت ظروف عائلتي صعبة جداً وقتها كان خروجي من هذا العمل سيمثل كارثة مالية بالنسبة لأسرتي لذا تحملت وكنت أصد تحرشات رئيسي المباشر وما يتخذه من اجراءات تعسفية ضدي وكنت أقول أصبر على جار السوء لعله يموت أو تأتِ مصيبة وتأخذه وفعلاً هذا ما حدث فقد تم نقله لفرع أخر وتخلصت منه ومن معاكساته وكلماته السخيفة التي كان يسمعني إياها دائماً وفي الحقيقة لو لم يأتِ نقله بسرعة ربما كنت تركت هذا العمل .
غيرة الزميلات والمدير الوسيم
أما أزهار29سنة فقد قالت: كنت أعمل في شركة مديرها رجل شاب ووسيم وكان محط أعجاب جميع الموظفات وكان دائماً يستدعيني إلى مكتبه ويعطيني بعض التوجيهات الخاصة بالعمل ويظهر إعجابه بأدائي وحماسي للعمل وكنت أحياناً أقدم له بعض القهوة والسندوتشات وأسمعه العبارات اللطيفة من باب المجاملة والاحترام والتقدير إلاّ أن زميلاتي كن يعتبرن هذا نوعاً من النفاق وعندما ترقيت ظن الجميع أني قدمت له تنازلات كبيرة مع أني حصلت على الترقية بكدي واجتهادي في العمل ولهذا أقول بأن غيرة الزميلات هي السبب وراء نشر الشائعات والأقاويل .
حملني عجزاً وأجبرني على المحضور
نوال 24سنة قالت : اشتغلت في محل اتصالات وكان صاحب المحل طماع لا يشبع من النساء وقد ظل يستغل ضعفي في جانب الحسابات ليغالطني لفترة وفي يوم أخبرني بأنه يوجد عندي عجز وكان المبلغ كبيراً ساعتها أصبت بالصدمة واحترت كيف يمكنني أن أسدد هذا العجز الذي يتجاوز راتبي لمدة ثلاثة أشهر وهكذا أجبرت على إقامة علاقة معه وهو رجل خمسيني دون رغبة فقط لأتخلص منه وأخرج من قبضته وقد قدمت له استقالتي بعد عام بحجة أن أهلي لا يريدونني أن أعمل عنده وبحثت عن عمل أخر والحمد لله حصلت على عمل محترم وبراتب جيد ولي في عملي الجديد ثلاث سنوات والمدير شخص محترم يعاملني بكل أدب واحترام وإنسانية وهذا دليل على أن المدراء السيئين كأصابع اليد.
لأنني لست منهن.. ثلاثة مدراء قاموا بنقلي
أسماء 26سنة قالت: هذه ثقافة الوصوليات والمصلحيات اللواتي يتنافسن داخل مؤسسات العمل بارتداء اللبس المثير والملفت للنظر من البالطوهات المزرزرة والخواتم ذات الألوان البراقة والروائح التي ترد الروح والكحل الذي يطلق الشرارة تلو الشرارة وبالنسبة لي بحكم خبرتي وتجربتي العملية يمكنني القول بأن كثيرة من المدراء والرؤساء يفضلون هذا النوع من الموظفات ولأنني لست من هؤلاء المتلاعبات فأنا متأكدة أن هذا هو السبب الذي جعل ثلاثة مدراء يقومون بنقلي من عندهم.
احترمته فاعتقد أني معجبة
أروى 24 سنة قالت : حرصت عند بدء عملي على أن تكون علاقتي بالمدير المباشر جيدة فكنت أعامله باحترام شديد معتقدة أنه سيبادلني باحترام مماثل وأحياناً كنت أظهر له إعجابي الشديد بشخصه لكن الرجل صدق حاله وذهب في تفسيراته بعيداً فأخذ يعتقد أني أحبه ومعجبة به وصار يطرح عليّ الكثير من الأسئلة ويبعث بالرسائل في البداية اعتبرت الأمر عادياً لكن عندما زادت الحالة بدأت أشعر بالضيق ومع ذلك لم أظهر له شيئاً مما أشعر به مراعاة لشعوره وحتى لا يحدث ما يعكر صفوا العمل وحين تجاوزت تحرشاته الحد المعقول اضطررت في الأخير إلى الانسحاب وطلبت نقلي إلى قسم أخر .
ألسنة الفتيات طويلة
أريج 27سنة قالت: نحن في زمن كل شيء فيه يعتمد على العلاقات الجيدة وفي العمل يجب أن تكون علاقة الموظفة بالمدير وجميع الزملاء جيدة , وليس معنى هذا أن تكون هناك تنازلات تقدمها الموظفة كالقبول بالممارسات السيئة التي يقابلها بها الرئيس أو الزميل فهذا خطأ , ولكن أيضاً الإشاعات التي قد يطلقها بعض ضعفاء النفوس في العمل عن كل علاقة محترمة وجيدة بين زميل وزميلة أو بين الموظفة والمدير تشوه الكثير من علاقات الزمالة والغريب أن أكثر من يقومون بهذا هن الزميلات مع الأسف الشديد .
صواريخ الإغراء
ريم 30سنة قالت: أنا لا أسميها تنازلات بل إغراءات وهو الأسلوب الذكي الذي تعتمد عليه بعض الموظفات للحصول على المكاسب الوظيفية مثل زيادة في الراتب مكافآت تكريم ترقية ولهذا نجد فتاة مبتذلة صعدت في السلم الوظيفي كالصاروخ رغم قلة إمكانياتها وضعف مجهودها بينما من تمتلك القدرات والمؤهلات باقية مكانك سر وقد يتوفاها الله بعد عمر طويل وهي لم تحصل على ترقية واحدة .
طيش ومراهقة متأخرة
بدرية 27سنة قالت : المدير هو في الأول والأخير رجل ومعظم المدراء من الأربعين ومطلع يعيشون فترة مراهقة متأخرة ويحاولون أن يثبتوا لأنفسهم أنهم ما زالوا شباباً ولهذا قد يكثر وامن التصرفات الصبيانية إنما على الموظفة أن تستقبل فقط ولا ترسل أي إشارة يمكنها أن تشجع المدير على التمادي فالرجال عموماً لا يتمادون إلا مع من تسمح لهم بذلك ويؤكدون صحة هذه المعلومة.
النعنعة بتاع المدير
ما جدة 28سنة قالت : تقديم التنازلات لا يقتصر على النساء فحتى الرجال يقدمون تنازلات من أجل لقمة العيش ومن أجل الوصول للمناصب الهامة وإلا كيف يمكن لموظفة أن تصبح مباشرة مدير عام بعد عام واحد من توظيفها بصراحة كذا وعلى البلاطة هناك موظفات يعترفن وهذا حاصل ونسمع عنه كثيراً بأن المدير يميز بين الموظفات ليختار نعنعته وهذا التميز بسبب وجود علاقات شخصية غاية في السرية ولهذا فإن من التنازلات التي قد تقدم السكوت على الترقيات والمناصب التي تعطى للبعض دون وجه حق .
مدراء يستغلون الموظفات
رانية24سنة: أصعب شيء على الموظفة أن تتعرض للتحرش من قبل مديرها أو رئيسها المباشر فهؤلاء بمقدورهم معاقبتها إن هي رفضت التجاوب واتخذت موقفاً حازماً تجاههم وأقل عقاب سيكون حرمانها من العلاوات أو الترقية وتكليفها بأعمال إضافية أو حتى فصلها إذا كان بالإمكان وكل فتاة تتصرف حسب ظروفها وحسب حاجتها للعمل فهناك من تتقبل الأمر وتصبر وهناك من ترفض .
موظفات مصلحيات ومتملقات
خلود 26سنة قالت : لست مجبرة على تقديم أي تنازلات للمدير فأنا كموظفة مطلوب مني فقط أن أعمل بإخلاص وأؤدي عملي على أكمل وجه وإذا كانت هناك موظفات مصلحيات ومتملقات يتعمدن التقرب من المدير أو المسئول المباشر أو أي مسئول أخر للحصول على ترقية أو علاوة أو مكافأة أو حتى إجازة أو أي شيء أخر من هذا القبيل فهذا يرجع لما يحملنه من ثقافة حمقاء وفكر فاسد .
لن أتنازل والرزق على الله
فاطمة 24سنة قالت : هناك تنازلات ممكنة وأخرى محظورة الممكنة أن أصبر على تعنته وانتقاداته وحتى سخريته وتجاهله لبعض حقوقي لكن قلة الحياء هذه خط أحمر لن أسمح بتجاوزه ولن أتنازل أو أتهاون مهما حصل والارزاق على الله..
شائعات ومماحكات
سحر 31سنة قالت : بمجرد أن أحصل على ترقية أو علاوة تنتشر الشائعات في العمل أن هذا بسبب علاقتي بالمدير وأنه يريد أن يجاملني ويتقرب لي ومع الأسف هذه الأفكار تلقى رواجاً بسبب سوء الظن والمماحكات بين الموظفين والموظفات وكل شخص يرى الناس بعين طبعه .
رأي علم الاجتماع : ملعونة لقمة مغمسة بالوسخ
منى الكوكباني الباحثة الاجتماعية قالت : أحيي المرأة اليمنية التي اقتحمت سوق العمل بشكل لافت واستطاعت اقتحام مجتمع ذكوري تميز بتركيبته العقلية المتحفظة والمتجمدة التي ترفض وجود المرأة كعاملة في كثير من المؤسسات ومع ذلك استطاعت ترويض هذه العقلية المتحفظة والمتجمدة لجعلها تدعم فكرة عمل المرأة وتشجع عليها وبخصوص ما تتعرض له المرأة اليمنية من مضايقات من قبل بعض المدراء أو الزملاء فهذا واقع سيئ ولكنه ليس بذلك الانتشار المقلق والسبب في وجود مدراء وزملاء يحاولون استغلال حاجة المرأة للعمل ومحاولة الإيقاع بهن وممارسة الكثير من الضغوط عليهن بدافع الاستغلال ويفسر كنوع من العنف النفسي الذي يمارس ضد المرأة عموماً وعليها أن تقاومه من أجلها ومن أجل بنات جنسها وإذا كانت حاجة المرأة للعمل ضرورية فأن حاجتها لان تحمي نفسها وتحافظ على كرامتها أكثر ضرورة على كل حال فما قيمة المرأة إذا كسبت كل شيء وخسرت سمعتها وكما قيل ملعونة لقمة مغمسة بالذل والوسخ .
السعودية.. الثالثة عالمياً
كشفت دراسة ميدانية حديثة أجرتها شركة أبحاث عالمية لصالح وكالة الأنباء العالمية رويترز، أن السعودية تحتل المركز الثالث من بين 24 دولة في قضايا التحرش الجنسي في مواقع العمل! وأظهرت الدراسة أن نسبة التحرش في السعودية أعلى بكثير من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والسويد وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وأستراليا وإسبانيا وبقية الدول الأوروبية ، فيما جاءت الهند على قائمة الترتيب بنسبة تصل إلى 26 % تلتها الصين بنسبة تصل إلى 18 % أما فرنسا والسويد فجاءتا في ذيل القائمة؛ حيث كشف المسح أن قضايا التحرش الجنسي في مواقع العمل في فرنسا والسويد تعدُّ الأقل عالمياً؛ حيث لا تزيد على 3 % ، وتلتهما بريطانيا وأستراليا بنسبة 4 % وفي المكسيك بلغت 13% ، وجنوب إفريقيا 10% ، وفي إيطاليا 9% ، وفي البرازيل وكوريا الجنوبية وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية 8% ، أما في اليابان وكندا وإسبانيا والأرجنتين ف6 % ، بينما بلغت في ألمانيا وبلجيكا وبولندا 5 % ويبقى السؤال إذا أجريت في اليمن دراسة من هذا النوع فكم تتوقعون أن تكون النسبة ؟!.